الخرائط الذهنية والتعلم

 نتيجة بحث الصور عن الخرائط الذهنية والتعلم
 الخريطة الذهنية وتطبيقاتها التربوية

نقدم هذه المادة التعليمية للتعريف بتقنية التصميم والتوظيف التربوي الفاعل للخريطة الذهنية؛لما لها من أثر إيجابي في تسهيل عملية التعليم والتعلم لكل من الطالب والمعلم من خلال توصيل والتوصل إلى المعلومات بسهولة ويسر،وتوفير الوقت والجهد.لذا يمكن لمعلمي الدراسات الاجتماعية عامة،ومعلمي مبحث التاريخ خاصة الإفادة من هذه التقنية بتوظيفها في عروض دروسهم.
مقدمة
تصور أنك في يوم من الأيام جالس على شاطيء البحر تنظر إلى أمواجه الهائجة،أو أنك أمام محيط هادر،أو تنظر إلى السماء فترى خريطة نجومها المبعثرة في فضاء فسيح؛وفي الجهة الأخرى يتراءى أمامك ذلك الجبل الأشم الذي تناطح قممه أعنان السماء؛فمن يحيط بمثل تلك الصورة العريضة؛التي تنعكس على شاشة أذهاننا في نسق غريب.
    قد نستطيع أن نرسم تلك الصورة على ورقة؛بتصغير الحجم الأصلي لها مرات كثيرة حتى تظهر في صورة مقبولة على مدركاتنا العقلية؛مثال ذلك مقياس الرسم الذي قد يبلغ آلاف أو ملايين السنتيمترات على الورق مقابل السنتيمتر الواحد في الواقع.ويمكننا استخدام البروجيكتور أو التسجيلات بكافة أنواعها،أو غير ذلك؛لإجراء تلك العملية.ولكن بمجرد مشاهدة العين لها؛تظهر في أذهاننا تلك الصورة في واقعها الأصلي،وكأنها تقف أمام ناظرينا.
    فلو سبحنا في فضاء خيالنا في لحظة سهو من عين بصيرة،أو غفلة من جفن متيقظ؛فإننا نجد أمامنا لوحة كبيرة ترتسم في مدركاتنا الذهنية لتترك بصماتها في النفس البشرية أماداً طويلة مقاومة لآفة النسيان بعد عراك كبير.
    والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام:هل يمكن لخلايا دماغية بحجمها المادي المعروف بصغره عند الإنسان أن تستوعب تلك الصورة الكبيرة المرتسمة في واقعها الحقيقي؟
    إن الأمر لا يتعلق بالناحية المادية في حجم الخلايا الدماغية؛بل في الإدراك المتسع والممتد لتلك الخلايا،والتي تتسع للإحاطة بما ترى عيني الإنسان؛بل وإنطلاقاً للعقل في قراءة ما وراء سطورها،أو مغزاها.والإنسان يتذكر ما يرى أكثر مما يسمع.فلا زالت ترتسم بين الفينة والأخرى صورة من الماضي القريب أو السحيق،بينما قد طوى النسيان كثيراً من الحكايات التي سمعناها في قديم أو حديث.

    لذا؛فإن دماغ الإنسان تستطيع أن تقوم بعمل ما لا تستطيع أشرطة التسجيل،والفيديو،والشرائح،وغيرها؛رغم التكاليف العالية لتلك الأدوات والأجهزة،وسهولة استخدام العقل في إيجاد التفسيرات والتحليلات اللازمة لفهم واستيعاب العلاقات المتداخلة في موضوع ما.

واستطراداً في هذا الموضوع لنتعرف على أفضلية ذلك؛عندما نرى أن تلك الأجهزة والأدوات والآلات تعمل في اتجاه خط ممتد باتجاه واحد(Linear Fashion)؛بينما نجد أن الدماغ تعمل بالإضافة إلى ذلك؛في خطوط متداخلة في نفس الوقت،وهذا ما يجعل الإنسان يستطيع تفسير التعقيدات العلائقية لأشياء تتداخل فيها شبكية ارتباطاتها(associatively Linearly)،ولا تكون في خط واحد.من ثم نجد أن الدماغ يمكنه تحديد تداخل العلاقات بين عناصر الموضوع بكافة تفاصيله الدقيقة في تبادل مُعقد من الترابط في مكوناتها.

وهذا ما يدعونا إلى التأكيد على أهمية اس استخدام الخريط الذهنية كعامل مهم في التوظيف التربوي الفاعل للتعليم والتعلم المجتمعي؛الذي ينشد القائمون عليه توظيف كافة عناصره ومكوناته المتوافرة لتحقيق أهدافه وغاياته بأفضل صورة ممكنة.

تضمينات تربوية:
    أصبحت الخريطة الذهنية واسعة الاستخدام في المجال التربوي والتعليمي لما لها من خصائص فريدة في التعليم والتعلم.فهي تعرف المتعلمين على الشبكة الترابطية لعلاقات متداخلة من جوانب شتى بين عناصر الموضوع المراد عرضه.هذه التقنية تساعد في تحسين عملية التعليم والتعلم في مُختلف المباحث الدراسية،وذلك في مجال توصل المتعلمين للمعلومات وتطويرها.فبواسطة الخريطة الذهنية يتضح البناء المعرفي والمهاري لدى المتعلم في فهم وتفسير المنظومة التركيبية لذلك الموضوع.
وقد وظف الرسول صلى الله عليه وسلم الخريطة الذهنية في تعليم صحابته الكرام؛عندما رسم لهم خطاً مستقيماً وقال هذا سبيل الله.وخط خطاً عن يمينه،وخطاً عن شماله،وقال هذه سبل الشيطان..\".
    ومباحث الدراسات الاجتماعية،وخاصة مبحث التاريخ ترتبط بارتباطات متشابكة في علاقات متداخلة بين موضوعاتها،أو داخل الموضوع الواحد.فهي تعتمد على التفسير والتحليل للجزئيات المكونة للموضوع المراد عرضه أما المتعلمين.

الفوائد التربوية للخريطة الذهنية:
تساعد الخريطة الذهنية المتعلم والمعلم في تحقيق التالي:
1-تنظيم البناء المعرفي والمهاري لدى كل منهما.
2-المراجعة للمعلومات السابقة:فالفضاء الفسيح الذي ترسمه الخريطة الذهنية للمتعلم تمنحه فرصة مراجعة معلوماته السابقة عن الموضوع.فترسخ البيانات والمعلومات الجديدة في مناطق تعرفاتها الذهنية.
3-المراجعة المتكررة للموضوع:إذ أنها توسع الفهم وإضافة بيانات ومعلومات جديدة لما هو موجود. فبعض المتعلمين قد يجدون صعوبة في رسم خريطة ذهنية للدرس أثناء عرضه،ولكن يسهل عليهم ذلك عند مراجعته.
4-مراعاة الفروق الفردية عند الطلبة:إذ أن كل منهم يرسم صورة خاصة للموضوع بعد مشاهدة خريطة الشكل الذي توضحه حسب قدراته ومهاراته.
5-تطوير المتعلمين لأسئلة جديدة عن بيانات ومعلومات قد حصلوا عليها من خلال الخريطة،والتي تطور أيضاً العمق المعرفي والمهاري للمتعلم في موضوع ما.
6-إعداد الاختبار المدرسي،وذلك من خلال وضوح الجزئيات التفصيلية للموضوعات.
7-تلخيص الموضوع عند عرضه-الملخص السبوري.
8-توثيق البيانات والمعلومات من مصادر بحثية مختلفة.
9-المراجعة السريعة للموضوعات من قبل المتعلمين؛
عندما لا يجدون متسعاً من الوقت لمراجعة تفصيلية.
10-سهولة تذكر البيانات والمعلومات الواردة في الموضوع
من خلال تذكر الأشكال المرتسمة في أذهانهم.
11-رسم صورة كلية لجزئيات الموضوع التفصيلي.
12-تنمي مهارات المتعلمين في الإبداع الفني لتوضيح البيانات والمعلومات المكونة للموضوع.
13-توظيف التقنيات الحديثة في التعليم والتعلم كالحاسوب،وجهاز العرض فوق الرأس،والشرائح، والتسجيلات الأخرى وغيرها.
14-تقلل من الكلمات المستخدمة في عرض الدرس؛فتساعد في شدة التركيز،وتسهل فهمه بوضوح من قبل المتعلمين.

كيف تعد خريطة ذهنية؟
    لإعداد خريطة ذهنية ينبغي مراعاة الخطوات التالية:
-تخيل المساحة التي يحتاجها توضيح العلاقات المتداخلة لعناصر موضوع ما.
-استخدم الكلمات المفتاحية لكل من المكونات الرئيسة والفرعية للموضوع.
-ضع الفكرة الرئيسة المراد توضيحها في مركز الخريطة المقترحة.
-تعرف على العلاقات التي تربط بين أطراف الموضوع.
-فكر بطريقة ثلاثية الأبعاد،وليس باتجاه البعد الواحد؛لشمول وتكامل الشبكة العلائقية للموضوع.
-استخدم الخطوط والأسهموالأيقونات في توزيع العناصر المكونة للموضوع.
-وظف الألوان في التمييز بين العناصر الرئيسة والفرعية.
-إعمل على جانبي الخريطة وليس في جهة واحدة.
-اجعل منها لوحة فنية خلابة،ومشوقة.
-ضع الأفكار كما حصلت عليها ولا تشوهها بالاختصار
المخل أوالطول الممل،واتبغ بين ذلك سبيلاً.
-احرص أن تناسب حجم الأيقونة حجم الفكرة أو المعلومة.
-اترك فضاءاً أرحب للمتعلم كي يتمكن من إضافة بيانات أومعلومات جديدة،وذلك لتطوير ما هو قائم.



إعداد
د.   فوزي حرب أبو عودة-باحث الدراسات الاجتماعية
مركز القطَّان للبحث والتطوير التربوي-غزة
المراجع
أولاً:الكتب:
-جابر،عبد الحميد جابر(2001م):خصائص التلاميذ ذوي الحاجات الخاصة،دار الفكر العربي،القاهرة.
-محجوب،وجيه(1422هـ/2002م)التعلم والتعليم والبرامج الحركية،دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان.
-الحاكم:المستدرك،مراجعة الشيخ الألباني.
ثانياً:دراسات من الإنترنت:
-الخريطة العقلية الذهنية (online)Available from:

Buzan,Tony / Buzan,Barry;The Mind Mapping Book:Radiant Thinking,ISBN: 0563537329 (online)Available from:

Morris ,Steve / Smith, Jane ;Understanding Mind Maps,ISBN: 0340711744
(online)Available from:

How to do a Mind Map

Buzan,Uk;How to make a Mind Map, (online)Available from:

How to Mind Map;(online)Available from:

Mind Maps - A Powerful Approach to Note Taking;(online)Available from:
www.mindtools.com

Buzan ,Tony;Mind Maps for Kids;(online)Available from:

Latrines ,Lice \'n\';Mental Maps by UNITEC Institute of Technology;(online)Available from:


http://www.educa24.net

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.