ذكرى استشهاد العربي بن مهيدي حكيم الثورة الجزائرية

محمد العربي بن مهيدي مناضل جزائري وأحد قادة الثورة الجزائرية
، من مواليد  مدينة عين مليلة الواقعة في شرق الجزائر.عربي أبي
"آآآآآه "
"هل تريد أن تعترف ؟"
يسود المشهد الصمت لوهلة ثم يعلو الصراخ
"آآآآآه"
"لقد فقد الوعي يا سيدي"
يقولها جندي عربي الملامح لمن يبدو و كأنه الضابط المسئول 
هذا الضابط الافرنجي الهيئة . ذو العيون الزرقاء و الشعر الأشقر .
وبعربية متلعثمة 
" أفقه يا أحمق . هيا "
يركض الجندي الذي يبدو وكأنه تعاطف مع هذا الأسير المعذب فيتلكأ في إحضار الماء . ويخرج هذا الضابط خارج الغرفة ليدخن سيجارة و ينفث النيران التي في داخله . هذا المناضل أسر منذ عدة ليال ، في الجزائر ،وقد أنزل به كل صنوف العذاب و لكنه يأبى أن يعترف أو يخبر عن زملاء كفاحه المسلح .
يتذكر الضابط أسيره و الجندي الذي لم يحضر الماء حتى الآن . فيلقي بسيجارته ليجد الجندي يمسح الدماء عن جسد الأسير فيهرول ويركل الجندي ويقول بفرنسية غاضبة :
" أيها الخائن "
و ينهال ضربا على الجندي ويصرخ فيه :
"سأقتلك أيها الوغد . سأقتلك "
و يظهر جنود فرنسيين وقد أشهروا أسلحتهم . فيلتفت إليهم قائلا :
" خذوا هذا الخائن و ألقوه في السجن حتى أفرغ له "
يلتفت الى الأسير قائلا :
"أما هذا الحقير فأحضروا لي السكاكين سأنزع جلده من جسده حتى يرجوني أن أتوقف "


يمسح الضابط عن وجهه الدماء و لكن يده هي الأخرى مليئة بالدماء فتزيد وجهه دماء على دماء
ينظر إلى الجسد الذي تضرج بالدماء و قد نزع جلده من لحمه . هذا الجسد قد استرخى تماما و كأنه فقد الحياة .
ينظر إلى جندي فرنسي بالجوار قائلا :
" تفقده "
و يتحرك الجندي ليفحص نبضه :
" مازال على قيد الحياة يا سيدي "

يلقي الضابط بالمنشفة التي كانت في يده و يذهب ليمسك بعنق الأسير
"أيها الوغد . انطق . هيا انطق . هيا "
يرجه بعنف و لكن الأسير أصبح جثة هامدة وكأن روحه ذهبت إلى بارئها 
يلقيه أرضا و يتحرك الجندي لفحصه ويرفع بنظهره إلى الضابط قائلا :
" لقد مات يا سيدي "

وبذهول عجيب و نظرة خاوية ينظر الضابط إلى جثة البطل الذى أبى إلا أن يكون عربيا أبيا 


تحقيق


هذه قصة حقيقة عن محمد العربي بن مهيدي مناضل جزائري وأحد قادة الثورة الجزائرية . اعتقل نهاية شهر فبراير 1957 وقتل تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957.قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه إعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله رفع بيجار يده تحية لبن مهيدي ثم قال : لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم. في عام 2001 اعترف الجنرال الفرنسي بول أوساريس لصحيفة لوموند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيديه.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.